هو حديث يحث على تجنب عن سبعة أمور ذكرها الحديث الآتي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ ، والسِّحرُ ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ) [رواه البخاري]، وفي هذا المقال سنعرفكم على معاني الحديث.
شرح حديث السبع الموبقاتيدعو الحديث إلى ضرورة تجن~ب المهلكات الآتية:
الإشراك باللههو جعل إله آخر مع الله في ربوبيته، وصرف شيئ من أنواع العبادة له، كالخوف، أو الدعاء، أو النذر، أو التقرّب بالعبادة، ويقسم الشرك إلى نوعين، وهما: شرك أكبر يخرج من الإسلام، ويضع صاحبه في النار ويخلده في حال موته قبل توبته، ومن الأمثلة على هذا النوع، مثل الخوف من الجن أو الموتى أن يمرّضوه أو يضرّوه، أو رجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وغيره، وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) [يونس:18]، وشرك أصغر لا يخرج صاحبه من الإسلام، إلا أنّه وسيلة إلى الشرك الإكبر، وهو نوعان، الأول: شرك ظاهر، وهو الأفعال والألفاظ، مثل الحلف بغير الله، والثاني: شرك خفي، وهو الشرك في النيات بالسمعة والرياء، وفي الإرادات، كمن يعمل عملاً ممّا يتقرب به إلى الله بهدف الحصول على ثناء الناس، مثل التصدق لأجل الثناء، وإذا خالط الرياء العمل أبطله، وقال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110].
السحريعرف السحر بأنه رقى وعزائم وعقد تؤثر في القلوب والأبدان، ممّا يؤدي للإصابة بالمرض، أو الموت، أو التفرقة، وعرفه بعض المعاصرين بأنه مجموعة من الأمور الدقيقة الموغلة في الخفاء، والتي يمكن اكتسابها عن طريق التعلم، كما أنّها تشبه الخارق للعادة، وفيها الخداع والتمويه، حيث إنها تصدر من نفسٍ شريرة، وقد أجمع العلماء أنّ السحر وتعلمه وتعاطيه والذهاب إلى السحرة حرام، فعن صفية رضي الله عنها عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى عرَّافًا فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً) [رواه مسلم].
قتل النفس التي حرم الله إلا بالحقيعد قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أكبر الكبائر بعد الكفر بالله؛ لأنه اعتداء على الجماعة، والمجتمع، وصنع الله، وقال تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) [الإسراء:33]، والواجب على من قتل نفساً محرمة القصاص، إلا أن يقبلوا الدية، أو أن يعفو أولياء القتيل، وفي حال كان القتل شبه عمد أو عن طريق الخطأ، فإن الواجب الكفارة والدية، وهي تحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فعليه بالصيام شهرين متتابعين، كما لا يجوز قتل النفس التي حرم الله إلا في حال فعلها لشيء يوجب قتلها.
أكل الربايعرف الربا عند الحنفية بأنّه الفضل المستحق لأحد المتعاقدين في المعاوضة، الخالي عن عوض شرط فيه، ويعرف عند المالكية بأنّه الزيادة في العدد أو الوزن محقّقة أو متوهّمة والتأخير، كما يعرف عند الشافعية بأنّه عقد على عوض، مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد، أو مع تأخير في البدلين أو أحدهم، ويعرف عند الحنابلة بأنّه الزيادة في أشياء مخصوصة، وحكم الربا حرام في السنة والكتاب والإجماع، كما أنّه من الكبائر التي حرّمها الله، كما حرّم التعامل معها، ومن أنواع الربا ما يأتي:
لقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتامى، والحفاظ على أموالهم، والسعي في رعايتهم، فقال تعالى: ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) [الأنعام:152].
التولّي يوم الزحفيعني الفرار من لقاء العدو في الحرب ومن الجهاد، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ*وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الأنفال:15،16].
قذف المحصنات المؤمنات الغافلاتيعرف القذف بأنه الرمي بالحجارة، بينما يعرف في هذا الحديث بأنّه رمي المرأة بالزنا، أو ما كان في معناه، وأصل الإحصان: هو المنع، والمرأة تكون محصنة بالعفاف، والحرية، والإسلام.
المقالات المتعلقة بحديث السبع الموبقات